كتابة : إسراءمحمد عبدالحافظ
آخر تحديث: 03/12/2022

أهم مخاطر البطالة على الفرد والمجتمع وآليات مكافحتها

تتجلى مخاطر البطالة في ما يترتب عن البطالة من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع بصفة خاصة والتي تنعكس سلبا على نمو الدول وازدهار اقتصادها، مما يجعل من الصعب النجاة من الفقر والعوز للمساعدات التي مهما انهالت لن تنفع في شيء إن لم يتم بتر البطالة من جذورها واستبدالها بحلول بديلة تحد من اتساع رقعة البطالة، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف سويًا على اهم أسباب ومخاطر البطالة وحلول فعالة لها، تابعونا..
أهم مخاطر البطالة على الفرد والمجتمع وآليات مكافحتها

موضوع عن البطالة ومظاهرها

تعد البطالة ظاهرة عالمية تعاني منها المجتمعات الإنسانية المتقدمة والنامية وتعتبر واحدة من أهم وأخطر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية فهي:

  • مشكلة اقتصادية تمثل إهدارا لعنصر العمل البشري.
  • مشكلة اجتماعية تعتبر البطالة بيئة خصبة مواتية لنمو الجريمة والتطرف وأعمال العنف وخاصة بين الشباب.
  • وترجع أهمية هذه المشكلة إلى كون العمل عملية اجتماعية يتفاعل فيها الفرد مع البيئة المحيطة به من أجل الشعور بتحقيق الذات إذ يعتبر الدخل الفردي وسيلة أساسية ومصدر أساسي لإشباع الاحتياجات الإنسانية.
  • فالعمل يعتبر عملية اجتماعية تحقق أهداف العملية الإنتاجية في أي مجتمع من المجتمعات ،ولهذا فإن ارتفاع معدل البطالة يعد معوقا أساسي لتحقيق العملية الإنتاجية ويؤثر على معدل النمو الاقتصادي في المجتمعات خاصة المجتمعات النامية.
  • وتزداد معدل البطالة في مصر باعتبارها أحد المجتمعات النامية يعني انعدام إمكانية الحصول على الدخل مع ما يترتب على ذلك من خفض مستوى المعيشة ونمو عدد من يقعون تحت خط الفقر المطلق.
  • في الواقع أن مشكلة البطالة في المجتمعات لا يجوز أن نقلل من شأنها لأنها نتيجة ثانوية وعارضة مؤقتة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي وخاصة في المجتمعات المتزايدة في عدد سكانها.

مخاطر-البطالة

أسباب البطالة

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدل البطالة بين الدول، ومن هذه الأسباب ما يلي:

1. ارتفاع عدد السكان

  • قد يكون زيادة عدد السكان في إحدى الدول من أهم الأسباب التي تؤدي إلى عدم توافر فرص العمل عديدة تتناسب مع هذا التزايد السكاني، مما يخلق البطالة.

2. القيم والاتجاهات السائدة بين الأفراد

  • هناك اعتقادات سائدة منذ القدم أن العمل تحت مسمى وظيفي حكومي أو تابع للدولة يمثل له هدف أسمى يسعى لتحقيقه طول فترة حياته، ولكن هذا الاتجاه صعب تحقيق في ظل الظروف الراهنة، فإن عدد الوظائف محدود وعدد المقبلين والمتقدمين لهذه الوظائف لا حصر لهم فكيف يحدث هذا التوازن!.

3. اختلاف متطلبات سوق العمل عن التحصيل الدراسي

  • قد يصطدم الأفراد بما يحتاجه سوق العمل من خبرات وكفاءات وممارسات تختلف كليًا عن ما تم دراسته في المدارس والجامعات، مما قد يجد الفرد صعوبة في التعامل مع مثل هذا النوع من الوظائف، فيلجأ إلى مغادرته، ظنا منه أنه سيجد الأفضل الذي يتناسب مع قدراته الأكاديمية.

4. الكساد الاقتصادي وضعف النشاط التجاري

  • قد يكون حركة الاقتصاد عامل مهم في تحريك عجلة الاستثمار وتوفير فرص عمل للشباب والعاطلين، ولكن الارتفاع الملحوظ في الأسعار صاحبه ضعف في حركة النشاط الاقتصادي والتجاري، وبالتالي فرص عمل أقل.

5. التطور التكنولوجي السريع

  • قد أدى التقدم التكنولوجي في كافة المجالات، إلأى تحول الاتجاه إلى استخدام وتوظيف هذه التكنولوجيا في الإنتاج بدل عن العمالة، مما نتج عنه الاستغناء بشكل تدريجي عن العنصر البشري المكلف في مقابل آلة أو معدة تقوم بنفس المهام بل بدرجة كفاءة أعلى من الإنتاج البشري، مما ساهم في انتشار وتشرد العاملين.

6. الأنماط الاستهلاكية

  • قد يمتلك العديد من الدول العربية عقدة تعرف بعقدة الخواجة، ويظنون أن أي منتج مستورد من الخارج على كفاءة أعلى من لمنتج المحلي، مما أثر على السوق المحلي وحركة البيع والشراء بالسلب، وبالتالي ساهم في تخفيض العمالة.

7. الاستمرار في العمل بعد سن المعاش (التقاعد)

  • من الظواهر السلبية التي تعاني منها الدول هي استمرار عمل الأشخاص الأكبر سنا في الوظائف، بحجة أنهم يحملون الخبرة والكفاءة، رغم وجود طابور طويل من الشباب العاطلين الذي في حاجة أشد لهذه الوظائف عن الآخرين الأكبر سنا، مما قلص عدد هذه الوظائف وساهم في انتشار البطالة بين الشباب.

أنواع البطالة

توجد البطالة بأكثر من شكل ونوع في المجتمعات، ومن أهم أنواع البطالة ما يلي:

  1. البطالة المقنعة.
  2. البطالة الاحتكاكية.
  3. البطالة الاختيارية أو الموسمية.
  4. البطالة الإجبارية أو المفتوحة.
  5. البطالة الإجبارية تعد من أخطر أنواع البطالة لأنها تعبر عن مجموعة من الأفراد الذين رغم قدرتهم على العمل ورغبتهم فيه وسعيهم الجاد للحصول عليه إلا أنهم يظلون بغير عمل.
  6. البطالة باختلاف الدول، وتشمل:
  • ومن الواقع أن البطالة تتغير من بلد لآخر فيوجد دول البطالة بها تكون متصلة بحركات التغير الدوري في النشاط الاقتصادي أي لها صلة بالانتقال من عمل لآخر.
  • البطالة في الدول المتقدمة تقدم نظم إعانات للبطالة وخدمات اجتماعية مما يخفف من أزمة البطالة.
  • وبالنسبة للدول النامية تتسم بقسوتها لغياب نظم إعانات البطالة وتراجع حجم الخدمات والضمانات الاجتماعية التي تقدمها الدولة واتجاهها نحو التخلص من المسؤولية تجاه هذه المشكلة.

البطالة

مخاطر البطالة على الفرد والمجتمع

تمثل البطالة أحد مظاهر الاحتلال في البناء الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع فهي مشكلة تؤثر على الفرد والمجتمع بصورة مباشرة وغير مباشرة فعلي المستوي الفردي تكمن خطورة البطالة فيما يلي:

  • انخفاض مستوى الدخل الفردي ومستوي المعية وعدم قدرة الأفراد على إشباع احتياجاتهم وتحقيق مطالبهم وتطلعاتهم.
  • تعتبر البطالة تحدي خطير لعملية التنمية حيث تؤدي إلى تحويل قطاع كبير من أفراد المجتمع إلى قطاع غير منتج وهذا ما يعلل الفجوة بين الدول المتقدمة عن النامية.
  • ارتفاع معدل الجريمة والانحراف وذلك لجوء بعض أفراد المجتمع إلى اتباع الوسائل الغير مشروعة كالرشوة والسرقة والاختلاس والتهريب لتحقيق مستوى معيشي أفضل.
  • وارتفاع معدل الهجرة بين الشباب بحثا عن إيجاد فرص عمل جديدة وانتشار العنف بأنواعه.
  • اللجوء إلى التعاطي والاتجار في المخدرات.
  • ارتفاع سن الزواج وزيادة نسبة العنوسة وتنامي مشاكل الإسكان باستمرار.

إحصائيات عن نسبة البطالة في الدول العربية

بعد التعرف على أسباب ومخاطر البطالة، قد يكون قراءة الواقع عن إحصائيات البطالة هو توثيق لأهمية الانتباه لقضية البطالة ومحاولة إيجاد حلول فعالة وسريعة لها، ومن هذه الإحصائيات ما يلي:

  • لقد توصلت تقرير الأمم المتحدة، أنه بعد حائجة كورونا تأثر سوق العمل الأفريقي بهذا الوباء ونتج عنه ارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين فئة الشباب ووصل إلى حوالي 12.7%، وقد برروا ذلك نتيجة، انسحاب الشباب من سوق العمل تماما. في عام 2020، أكثر من واحد من كل خمسة شبان في أفريقيا لم يكن في دائرة العمل أو التعليم أو التدريب.
  • كما توصل التقرير إلى أنه بحلول عام 2030، يمكن أن يؤدي إلى زيادة صافية في التوظيف بمقدار 24 مليون وظيفة جديدة في جميع أنحاء العالم، سيشغل الشباب 6.4 مليون من هذه الوظائف.

آليات مكافحة البطالة

من أهم الطرق والآليات الفعالة التي يمكن من خلالها مكافحة البطالة وفتح سوق العمل للعاطلين، ما يلي:

  1. اتباع استراتيجية أو خطة تنموية بديلة تضع ضمن أولوياتها قضية العمالة ليس باعتبارها قضية اقتصادية فقط ولكن كقضية اجتماعية وأمنية.
  2. الارتقاء بنوعية رأس المال البشري من خلال الاستثمار المكثف للتعليم والتدريب وتوظيف مهارات الشباب بشكل يحقق كفاءة إنتاجية عالية ومتزايدة ويوفر كسبا مرتفع ومتنامي ويكفل إشباع الحاجات الأساسية للشباب والارتقاء بمستوى الرفاهية مع الزمن .
  3. تمكين الشباب وإتاحة لهم الفرص من إقامة مشروعات صغيرة وإعطاء لهم الفرص والمنح والإعانات الملائمة والمناسبة لهم مع مساندتهم في دراسة الجدوى للمشروع بحيث يتم تأهيل الشاب لإقامة هذا المشروع.
  4. تعالي قيمة العمل المنتج والحرفي الفني والعمل اليدوي من خلال التدريب المهني للشباب.
  5. تشجيع الشباب على ممارسة الأنشطة الإنتاجية وتوظيفها لخدمة احتياجات السوق (العرض والطلب ).
  6. تفعيل دور المجتمع المدني لمواجهة مشكلة البطالة والحد من انتشارها .
ختاما تعد مخاطر البطالة من أكبر المشاكل الاجتماعية، لذلك يتطلب التعاون والتنسيق بين كافة أنظمة المجتمع في علاج مشكلة البطالة للقيام بحل جذري وبشكل نهائي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع