كتابة : سعاد
آخر تحديث: 31/12/2019

أسباب وطرق علاج الخمول

العديد من الأشخاص قد يعانون من حالة من الخمول، بعد القيام بعمل يحتاج مجهود أكبر، أو ربما يكون بسبب نقص العناصر الغذائية أو الإصابة ببعض الأمراض. مما يؤدي إلى شعور الشخص بالنعاس فترات طويلة وعدم الرغبة في القيام بالأعمال اليومية والأنشطة الاعتيادية. سنتطرق في هذا المقال إلى أسباب وطرق علاج الخمول.
أسباب وطرق علاج الخمول

الخمول

الخمول Lethargy وهو رد فعل طبيعي للجسم عند حاجته للراحة أو الإنذار ببداية حصول بعض المشاكل في الجسم، غالبا ما يصاحب الخمول رغبة في النوم والراحة لفترة طويلة، والميل إلى الانعزال. فيشعر الشخص المصاب بعدم الرغبة في القيام بالأعمال اليومية المعتادة ويميل إلى النوم والراحة. قد يعاني الشخص المصاب بالخمول من عسر الهضم والإمساك، وفقدان الشهية أو العكس.

وفقا لأحدث الدراسات فإن الخمول والكسل يسبب موت أكبر عدد من البريطانيين مثل التدخين تماماً. وقد وجد الباحثون في جامعة سيدني الأسترالية أن الخمول يكلف اقتصاد العالم 67.5 مليار دولار سنوياً من خسائر الرعاية الصحية والإنتاجية من التكاليف المباشرة والغير مباشرة.

الكسل والخمول أصبح ظاهرة عالمية منتشرة بين عدد كبير من الأشخاص. وسببت العديد من المشاكل الصحية والنفسية ويعتبر الآن أحد أسباب الخطر الرئيسية للوفاة في العالم.

أعراض الخمول

هناك بعض الأعراض التي يشعر بها الشخص عند إصابته بالخمول، نذكر منها:

  • الشعور بالضعف العام في الجسم.
  • اصفرار البشرة مع وجود السواد أسفل العينين.
  • التعرق المستمر حتى مع بذل مجهود بسيط.
  • النوم لفترات طويلة والميل للراحة.
  • الشعور بالتعب المستمر حتى بعد الاستيقاظ من النوم.
  • الحالة النفسية السيئة.

أسباب الخمول

هناك عدة أسباب نفسية واجتماعية تؤدّي للإصابة بالخمول والتعب، منها:

أسباب نفسية

الاكتئاب

يعد الشعور بالخمول من أعراض الاكتئاب الشائعة؛ حيث يؤدي إلى استنزاف طاقة الجسم. بالتالي يصبح النوم أكثر صعوبة، وأحياناً يسبِّب الاستيقاظ باكراً، من بين أعراضه القلق، الشعور باليأس، انخفاض الرغبة الجنسية، الشعور بالآلام في مُختلف أعضاء الجسم.

التوتُّر

يقول نيل شاه (Neil Shah) وهو مدير جمعية السيطرة على الإجهاد، أنه "يمكن للتوتُّر أن يؤدي إلى الشعور بالتعب بسبب آثاره الجسدية والعاطفية". فالتوتر قد يستنزف طاقة الجسم ورُبّما قد يؤدي إلى الشعور بالإحباط.

أسباب جسدية

هناك عدة أسباب جسدية من شأنها أن تسبِّب التعب والخمول، نذكر منها:

فقر الدم anaemia

يتم تشخيص فقر الدم عن طريق فحص الدم، ويعتبر أحد أسباب الشعور بالخمول والتعب، حيث أنّه يؤدي إلى نقص عدد خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين الكافي إلى الأعضاء. النساء هن الأكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض خصوصا اللواتي انقطع عنهن دم الحيض أو النساء اللواتي يعانين من غزارة الدورة الشهرية. يمكن علاج فقر الدّم عن طريق تناول الأغذية الغنية بالحديد، مثل: الحبوب المكملة للحديد، اللحوم الخالية من الدهون، الحبوب.

الغدة الدرقية

وهي غدة صغيرة توجد في العنق تتحكم في عملية التمثيل الغذائي وتتحكم في سرعة تحويل الغذاء إلى طاقة. إذا كانت الغدة الدرقية تعاني من الخمول فإنّ عملية التمثيل الغذائي تكون بطيئةً، الشيء الذي يسبب الشعور بالتعب، وزيادة في الوزن.

يتم تشخيص قصور الغدة الدرقية من خلال إجراء فحص الدم؛ وقد صرّحت المؤسسة البريطانية الخيرية للغدة الدرقية أنّ النساء أكثر إصابة بمرض قصور الغدة الدرقية أكثر من الرّجال أربعة إلى خمس مرات، بالخصوص النساء فوق سنّ الأربعين، يممكن أن تعود مستويات الغدة الدرقية إلى وضعها الطبيعي عن طريق تناول هرمونات صناعية.

التهاب المسالك البولية

من أعراض التهاب المسالك البولية: الإصابة بألم وحرقة أو الحاجة إلى التبول، الشعور بالتعب والإرهاق رغم أنه لا يتم تشخيصه، قد ينصح الطبيب بتناول المضادات الحيوية لعلاج التهاب المسالك البولية.

مرض السكري

صرّحت الجمعية البريطانية لمرضى السُّكري بأنّ الإرهاق المستمر والتعب الشديد من أهم أعراض السكري، والتي لا يتم تشخيصها. عند الإصابة بالسكري فإن السكر يبقى في مجرى الدم ولا يدخل إلى خلايا الجسم؛ حيث يتحول إلى طاقة، وبالتالي تنفد الطاقة من الجسم حتى لو تناول الشخص القدر الكافي من الطعام، لذلك لا بدّ من إجراء فحص الدم عند الشعور بهذه الأعراض للتأكد من الإصابة بمرض السكري. والحصول على العلاج اللازم، مثل الأنسولين.

أمراض القلب

إن الشعور بالتعب والخمول عند القيام بالأعمال اليومية الاعتيادية مثل: تنظيف المنزل أو الصعود على الدّرج، يعني أنّ القلب لا يتحمّل ذلك المجهود، يمكن أن يكون ذلك علامة مبكرة على الإصابة بمرض القلب، لذلك من الأفضل استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب والسيطرة على هذا المرض.

أسباب جسدية أخرى تؤدي إلى الخمول مثل: مرض الحمّى الغدية، تناول المنبهات كالكافيين بكميّات كبيرة، الحساسية ضد بعض أنواع الأطعمة، وعدم تناول كمية كافية من الطعام.

أسباب تتعلق بنمط الحياة

هناك بعض الأسباب التي تتعلق بنمط الحياة نذكر منها:

  • استعمال بعض الأدوية مثل: مضاد الهيستامين وأدوية السعال.
  • عادات غير صحية في الأكل.
  • النشاط البدني الزائد.
  • تعاطي المخدرات.
  • اختلاف التوقيت (عند السفر).
  • قلة النشاط البدني.
  • قلة النوم.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • الحمل.
  • متلازمة التعب المزمن.
  • نقص الحديد.
  • عدم شرب كميات كافية من الماء.

طرق علاج الخمول

إذا كان سبب الخمول مرضي، ينصح بزيارة الطبيب لعلاج هذا المرض، لكن يمكن للشخص القيام ببعض الأمور لتقليل الشعور بالخمول منها:

  • التخلص من التوتر والضغط: كثرة التفكير يمكن أن يؤثر على حيوية الجسم وطاقته، يمكن أن تساعد رياضة اليوغا والاسترخاء في التخلص من التوتر والضغط.
  • تناول الأطعمة الصحية المتكاملة: يجب تناول الأغذية الصحية وعدم التخلي عن أي وجبة من الوجبات، خاصةً الخضر والفواكه، في المقابل يجب تجنب الأطعمة الدسمة والسكريات التي تؤدي إلى الخمول.
  • شرب كميات كافية من الماء: شرب الماء يساعد في عدم الإصابة بالجفاف الذي يعتبر من أسباب الخمول، فينصح بشرب 8 أكواب من الماء يومياً.
  • أخذ القسط الكافِ من النوم: النوم الغير منتظم، وقلة عدد ساعات النوم يسبب الشعور بالنعاس والتعب الدائم والكسل.
  • ممارسة الرياضة: الانتظام على ممارسة الرياضة بشكل يومي يضمن حفاظ الجسم على نشاطه وقوته لأداء المهام اليومية المختلفة.
  • الاستحمام بالماء البارد: يساعد الاستحمام بالماء البارد بصورة كبيرة في تنشيط الجسم والأوعية الدموية.
  • الحفاظ على الوزن المناسب: زيادة الوزن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الخمول وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية المختلفة، لذلك ينصح بإتباع حمية غذائية للتخلص من الدهون والوزن الزائد.
  • التقليل من تناول المنبهات: مثل الكافيين، الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية.
  • تناول المكملات الغذائية: مثل فيتامينB12 والزنك والكالسيوم. التي تقوم بتعويض بعض العناصر التي يحتاجها الجسم.
  • عدم الجلوس لفترات طويلة بنفس الهيئة، والتعرض للهواء الطلق وأشعة الشمس.

تشخيص الخمول

يُعتبر تشخيص الخمول أمراً صعباً، لأنّه قد ينتج عن العديد من الأسباب المختلفة. لكن يمكن للطبيب تشخيص إصابة الشخص بالخمول باستخدام عدة الطرق طبية، منها:

  • التاريخ الطبي للشخص: تساهم الأحداث التي مرّ فيها المصاب مؤخّراً في إصابته بالخمول، ومن بينها: الولادة، أخذ دواء جديد، أو إجراء عملية جراحية جديدة، أو المرور بفاجعة أو مشكلة معيّنة. لذلك من الضروري أخذ التاريخ الطبي للشخص المصاب.
  • إجراء الفحص البدني: يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني للتحقق من وجود علامات لمرض معيّن قد يكون سبب الإصابة بالخمول، وقد يسأل أسئلة مفصلة حول النظام الغذائي، نمط الحياة، والأحداث والوقائع التي مر منها الشخص.
  • إجراء الفحوصات المخبرية: تشمل هذه الفحوصات: اختبارات الدم، اختبارات البول، الأشعة السينية، لاستبعاد أي أسباب جسدية يمكن أن تكون السبب في الإصابة بالخمول، مثل: فقر الدم، أو العدوى، أو المشاكل الهرمونية.

مضاعفات الخمول

نظراً إلى أنّ الإصابة بالخمول يمكن أن يكون بسبب أمراض، فإنّ التأخر في طلب العلاج يمكن أن يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة، فمن المهم علاج السبب وراء الإصابة بالخمول بمجرد تشخيصه؛ وذلك لتجنّب حدوث المضاعفات.

من أهم مضاعفات الخمول ما يلي:

  • الإصابة باضطرابات الدورة الشهرية عند النساء، أو الإصابة بالعقم.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • تناول جرعة زائدة من الأدوية.
  • الرغبة بالعُزلة عن الناس والإصابة بالعجز.
  • الإصابة بأمراض مزمنة، مثل: أمراض القلب، أو الرئة، أو الكبد، أو الكلى.
  • انتشار مرض السرطان.
  • انتشار العدوى.

متى يجب طلب المساعدة الطبية؟

تتطلب أعراض الخمول عناية طبية طارئة، خاصة إذا ظهرت فجأة، أو مصحوبة بالأعراض التالية:

  • الشعور بألم في الصدر.
  • عدم القدرة على تحريك أطراف جانب واحد من الجسم.
  • الارتباك مثل عدم معرفة اسمك أو تاريخك.
  • نبضات قلب سريعة.
  • شلل أحد جوانب الوجه.
  • فقدان الوعي.
  • الشعور بصداع حاد.
  • الشعور بضيق التنفس.
في الختام، من المهم علاج الكسل والخمول في مرحلة مبكرة بعد تشخيصه لتجنب الإصابة بأمراض مزمنة والتي يسببها الخمول. يمكن التغلب على الخمول بمعرفة أسباب وطرق علاج الخمول واتباع النصائح.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ